لربما الكثير منا يعاني في حياته اليومية مجموعة من المشاكل سواء أكانت مادية أو إجتماعية أو نفسية ، حتى أنه في بعض الأحيان يجد نفسه مقحما فيها دون أن يقوم بفعل أي شيء ، كل هاته المشاكل التي ذكرناها تأثر في شخصنا وفي إستقرارنا النفسي وهذا يؤدي لكثير من الأمراض النفسية والجسدية ، ولكي نتجنب التأثر بكل ما يحيط بنا لا بد لنا من تعلم بعض المهارات والفنون والأساليب ، ولربما أيضا الكثير منا يعاني في تحقيق طموحاته وأهدافه ، فمن بين مايسعى إليه الإنسان في حياته وهو تحقيق السعادة ، تكمن هاته الأخيرة في تكوين أسرة أو تحقيق الحرية المالية ومجموعة من الأشياء الدنيوية ، لكن رغرم كل هذا تظل المعاناة عنوانه في تحقيق ذلك ولا يعلم كيف يتصرف ، في تدوينة اليوم سنتحدث عن كتاب من بين أرقى كتب التنمية البشرية ، كتاب يحمل بين عناوينه مجموعة من الحلول الناجعة للتمكن من الذات وحمايتها ، هو كتاب " فن اللامبالاة " لمارك مانسون عنوانه كفيل بتعريفه ، قبل الشروع في تلخيص الكتاب سنقوم وكما العادة بتعريف بسيط لصاحبه " مارك مانسون " ، فمن هو مارك مانسون يا ترى ؟ وما هي أبرز النقاط التي ذكرها في كتابه ؟
![]() |
ملخص كتاب فن اللامبالاة |
من هو مارك مانسون وما هي أبرز النقاط التي ذكرها في كتابه ؟
ولد مانسون في التاسع من مارس سنة 1984 بمدينة أوستن تكساس بالولايات المتحدة الأميركية وهو مؤلف ومدوِّن أمريكي أكمل دراسته الجامعية بجامعة بوسطن سنة 2007 .
سيقسم مانسون كتابه هذا لعدة فصول من ضمنها :
- الفصل الاول : لا تحاول !
- الفصل الثاني : السعادة مشكلة
- الفصل الثالت : لست شخصا خاصا متميزا
- الفصل الرابع : قيمة المعاناة
- الفصل الخامس : أنت في حالة اختيار دائم
- الفصل السادس : انت مخطىء في كل شيءٍ وأنا كذلك
- الفصل السابع: الفشل طريق التقدم
- الفصل الثامن : اهمية قول لا
- الفصل التاسع : وبعد ذلك تموت
الفصل الاول : لا تحاول !
سيحدثنا مانسون عن شخصية فاشلة لأبعد الحدود والتي بمجرد ان اقرت بفشلها واعترفت به صعدت سلم النجاحات ، بوكوفسكي كان رجلا مقامرا ومدمنا على الكحول ووزير نساء بخيل ومتهرب من تسديد الديون التي يحملها كان في أسوء ايامه شاعرا ، اخر شخص قد تلجأ أليه طالبا منه النصيحة كان فاشلا جدا ، كان يريد ان يكون كاتبا لكن كان لفشله رأي آخر حيث انه كان مرفوضا تماما كانت كل عروضه تواجه بالرفض من جانب كل مجلة أو صحيفة و نشرة دولية وناشر يعرض كتابه عليه ، يعلقون عن عمله بكونه كان في غاية السوء ، عمل فظ مقزز وفقير ومع كل المرات التي كان يرفض فيها كان ذلك يجعله اكثر انغماسا في متاهة ، متاهة تحمل في طياتها حزنا و إكتئابا لا مثيل لهما رفقاه طيلة حياته كان بكوفسكي يعاني الخيبات طوال حياته حتى بلغ الخمسين سنة وقد مضى نصف حياته مليئا بالفشل ولكنه ظل يحاول ويحاول حتى أبدى بكتابه محرر من دور النشر المستقلة الصغيرة ، ماكان ذلك المحرر قادرا على اعطاء بكوفسكي مالا كثيرا ولا على وعده بمبيعات كبيرة ، لكنه اظهر عليه نوعا من التعاطف لذلك قرر هذا الاخير المراهنة عليه كانت تلك أول صفقة لبوكوفسكي وقد تكون الاخيرة ، كتب بكوفسكي عبارة ملفتة في رده على رسالة المحرر " لي ان أختار واحدا من إثنين: البقاء في مكتب البريد حتى اجن تماما... او البقاء هنا لتمثيل دور الكاتب والتضور جوعا ، لقد قررت التضور جوعا "
نشر ست روايات ومئات القصائد وباع اكثر من مليوني نسخة من كتبه ، حصد بكوفسكي الكثير من النجاحات حيث ان شعبيته خالفت توقعاته وتوقعات الجميع ، بوكوفسكي هو بطل مكافح يعمل بجد واجتهاد رغم نصف عمر من الفشل الا ان اصراره على تحقيق طموحاته هو ما جعله يقاوم ويجتهد حتى نجح في تحقيقها ، بعد وفاة بكوفسكي كتب على قبره " لا تحاول " عبارة غريبة تحمل الكثير والكثير من الخبايا ، كلمة لم يتوقع احد ان تكتب على قبره لكونه طموحا لأبعد الحدود ولكونه كسر حواجز الفشل ، اقر بكوفسكي بان نجاحه ليس فوزا بل اعترف بأنه شخص فاشل وتقبل كل هذا رغم كل شيىء كان مخلصا لفشله ، حيث يرى بانه نجح لفشله ، علمنا بكوفسكي أن نتقبل ذواتنا ونعترف بصفاتنا للوصول لأعلى مراتب النجاح ...
وهكذا كلل لبوكوفسكي ان يصير ناجحا بعدما وقع العقد حيث انجز روايته الأولى في تلاث اسابيع وضع لها اسما بسيطا مثله " مكتب البريد " وَ كتب في مكان الاهداء " مهداة الى لا احد "
الفصل الثاني : السعادة مشكلة .
يحدثنا الكاتب من خلال فصله هذا عن قصة الأمير الذي عاش حياة الزهد والثراء ، عزيزا مكرما ، يكاد يكون الفقر بالنسبة له هو ثراء أيضا ، حتى أتى يوم يقرر فيه الخروج من قصره وراء الأسوار المحيطة بالقصر التي بناها والده ، ليتفاجأ برؤيته شعبا فقيرا مريضا بالغا لأقصى درجات الفقر ، اكتشف الامير ان حياته ليست سوى مهزلة وكذبة ، وفي هذه الأثناء يقرر الهرب ليعيش حياة الفقراء ، اصبح متشردا فقيرا وذاق كل أنواع العذاب ، ولكن مع الاسف في النهاية لم يصل لما كان يرمي اليه لانه عاش فقيرا متشردا وربما سيموت فقيرا.
اكتشف ان الحياة ليست سوى سلسة من المعاناة والعذاب ، حيث ان الفقراء يعانون بسبب فقرهم والعكس صحيح كون ان الاثرياء يعانون بسبب ثراءهم ,مهما كانت انجازاتنا كبيرة الا اننا في نهاية الامر لن نكون راضيين على ما حققناه وهذا ما يجعل غريزة البقاء لدينا تستمر لأبعد الحدود.
الفصل الثالت : لست شخصا خاصا متميزا
في هذا الفصل سيحدثنا مانسون عن قصة شخص مليىء بالحيوية والنشاط يحترم نفسه ، شخص مهم يحتاجه كل الناس ويعرف كل الشخصيات المهمة والفاعلة في هذا العالم والذين قد سبق لهم وطلبوا المساعدة منه ، سيحدثنا عن شخص يتكلم ويفتخر بنفسه كثيرا ، لكن في حقيقة الأمر ليس بهاته القيمة بل أقل وبكثير ، مزال يسلب المال من والديه لأجل المرح ويزور الأستوديوهات ، لطالما قنع الشخصيات المشهورة والغنية للمشاركة معه ، وحين تقوم بانتقاده يصفك بالأحمق الجاهل الذي تحسده وتغار منه ومن إنجازاته... هذا ما يطلق عليه بالثقة في النفس وتقدير الذات ، الأشخاص الواثقين من أنفسهم تكون مشاكلهم أقل ويعيشون حياة أفضل مقارنة مع الآخرين .
الفصل الرابع : قيمة المعاناة .
يحدثنا الكاتب في هذا الفصل عن قصة رائعة أطلقت عليها " إخلاص الإخلاص " قصة لملازم بطل يدعى بهيرو اونودا ، هيرو اونودا ضابط في الجيش الامبراطوري الياباني الذي أمره الإمبراطور أيام الحرب مع الولايات المتحدة الامريكية أن يبطئ تقدم الولايات المتحدة الامريكية إلى أقصى حد ممكن وعدم الخضوع والاستسلام ، بعد إلقاء الولايات المتحدة الامريكية لقنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي استسلمت اليابان وانتهت الحرب ، بقي الملازم البطل يعيش في الأدغال لثلاثين سنة ، لم يعلم أن الحرب قد حسمت ، عانى طوال تلك السنين ، كان يعيش المعاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، أضاع وصديقه حياتهما لأجل امر اضحى أسطورة ، أضاعا حياتيهما لأجل اشياء غير نافعة .
اعتبر فيه معظم الشعب الياباني الملازم رمزا للإخلاص فيما اعتبره الجزء الآخر رمزا للغباء ، نخلص من كل هذا انه لكل رأي في شخصنا ، لذلك يجب علينا ان نعطي اهتمامًا للآخرين لأننا لن ولن نرضيهم مهما حاولنا.
الفصل الخامس : أنت في حالة اختيار دائم
يحدثنا مانسون في هذا الفصل عن تلاث قصص لشخصيات مشهورة تعرضوا لبعض الظروف الغير المعتادة والخارجة عن إرادتهم ، بحيث كل من هؤلاء تعامل معاها بطابعه الخاص ، فمثلا منهم من وصل لأبعد الحدود كآبة حتى أراد الإنتحار ثم قرر التراجع ليصبح فيما بعد من أبرز الأطباء في علم النفس في الولايات المتحدة الامريكية ، وأراد البعض الآخر الانتقام للبقاء ، إلا ان بؤس عدم نسيان الماضي لم يفارقه رغم ما أنجزه ووصل اليه ، وهناك اخر شبيه بصديقنا الثاني ، لكن السعادة كانت ختام قصته ، حدث كل هذا لهؤلاء الاشخاص ونجحوا في الأخير وهذا لأنهم قرروا السيطرة على الألم وكل منهم واجهه بأسلوبه الخاص . نجحوا لأنهم أدركوا أنه لابد لهم من تحمل المسؤولية لاجل كل شيئ يحدث لهم.
الفصل السادس : انت مخطىء في كل شيءٍ وأنا كذلك .
يخبرنا مانسون في هذا الفصل عن شخص قضى معظم حياته وهو مؤمن بأن كل مايحمله من أفكار هو صحيح وعلى صواب ، منذ نعومة اظفاره ، لكن بمجرد كبره تغيرت كل أفكاره وانقلبت رأسا على عقب ، وهذا طبيعي بالنسبة للإنسان لأنه محكوم بالتغير ، نستخلص من هذا ان الإنسان عنيد بطبعه لكونه يؤمن ان افكاره لن تخضع للتغير ، تذهب من باله فكرة ان افكاره الحالية ما هي إلا نتاج لأفكار قد مرت من خاطرنا قبلها .
اعتبر الكاتب ان اليقين والتطور وجهان من عملتين مختلفتين لذلك لا يمكن ان يلتقيا ، فعوضا من البحث عن اليقين ، وجب الا يخالف الشك شخصنا ، لا يجب ان نكون دائما على صواب بل يجب ان نبحث عن كل خيط يؤدي للخطأ في حياتنا لأننا لسنا دائما على صواب ، ولولا وجود الخطأ مكان هناك تطور وتغير .
الفصل السابع: الفشل طريق التقدم .
يظن الكثير من الناس ان الاشخاص الناجحين ولدوا ناجحين وان الذين ينجحون ينجحون عن طريق الصدفة او معجزة أو شيىء من هذا القبيل ، لا يعلمون ولا يدرون اهتماما بأن النجاح هو عبارة عن سلسلة متسلسلة من الأخطاء ، ولكي يقنعنا بوجهة نظره وظف مانسون مثالا بسيطا عن الطفل الصغير الذي يتعلم المشي وعن المرات التي سيقع فيها حتى يتعلم في نهاية الأمر وهذا ينطبق تماما عن النجاح ايضا.
ولذلك فإنه عليك ان تستوعب بانه لن تنجح ما لم تفشل وانه لن تنجح في شيىء مالم تخطأ فيه ، فبتجنبك الفشل تتجنب النجاح أيضا.
الفصل الثامن : أهمية قول لا.
أرى في حياتي العديد من الأشخاص مهما كان نوع الطلب ومهما كانت صعوبته فإنه غير قادر على ان يقول لك لا حتى لو كان فوق استطاعته خوفا من خسارتك وخوفا من مواجهتك والاسباب تتعدد ايضا ، فلكي تصبح حياتك دوا معنى وتصبح إنسانا يعيش لاجل معنى ايضا لابد لك ان ترفض شيئًا ، خلال علاقاتنا بصفة عامة .
الفصل التاسع : وبعد ذلك تموت .
اذا كان الموت حتمي وصحيح انه حتمي فان الخوف منه مجرد غباء في غباء ، لذلك لا يجب ان تضع هذا مبررا وتستسلم ، فان لم تكافح وتقاتل حتى تحقق مرادك فانك تتجنب لذة الحياة ولذة ان تكون حيا .
الموت يشكل حلقة خوف بالنسبة لنا جميعا ، ولأنه كذلك نتجنب ان نتورط في التفكير به ، الموت مفيد ودافع قوي لانه يعطي الاشياء قيمة واهمية .